البروفيسور جان زيغلر
نائب رئيس اللجنة الاستشارية في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة العراق واحد من الدول
الأعضاء الـ 192 في الأمم المتحدة الذين وقعوا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،
لأّنه لو لم يوقع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لما أمكن له أن يكون عضوًا في
الأمم المتحدة. ولكن رغم ذلك فإنهم يمارسون التعذيب. فكما سمعنا قبل قليل لا شك من
الناحية الحقوقية أنهم يمارسون التعذيب ضد سكان أشرف. إن من واجب المفوضة السامية
للأمم المتحدة في حقوق الإنسان أن تطلع مجلس حقوق الإنسان على ذلك.
فحاليًا أريد أن أطرح
موضوعين أحدهما أكثر خصوصية وشخصية.
إن منظمة مجاهدي خلق
الإيرانية هي الحركة الثورية التحررية الوطنية الوحيدة التي ليست تابعة لأية دولة.
كان يمكن للثوار
الجزائريين أن يعتمدوا على تونس وكان يمكن للفيتناميين أن يعتمدوا على الصين، ولكن
المجاهدين لا معتمد لهم إلى المجتمع المدني. فلماذا علينا أن نحشد ونستنفر المجتمع
المدني؟ لقد قال لي مرة السيد أحمد الغزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق كلامًا
ذا مغزى وهو: إن مجاهدي خلق إما ينجحون وينتصرون وهذا يساوي نجاح وانتصار
المسلمين، وإما يفشلون.
إنهم يمثلون الحركة
التحررية الوطنية الوحيدة التي يمكن لها أن تنقذنا من معاداة الإسلام. أنتم تعرفون
أن معاداة الإسلام ومعاداة الأجانب حتى في هذه المدينة أي جنيف تتزايد وتتسع بشكل
رهيب.
إن مجاهدي خلق هم
ثوار ونساء ورجال مؤمنون ومسلمون يناضلون من أجل القيم الديمقراطية وقيمة الحرية
وحكم القانون وفصل الدين عن الدولة ولصالح القيم الكونية.
فعلى ذلك إن جميعنا
معنيون بتمكنهم من تحرير إيران، جميعنا معنيون بذلك، لأن العنصرية ومعاداة الإسلام
قد سممتا أوربا، ويوميًا يسير الموقف من السيئ إلى الأسوأ ولا يمكن لأية جهة إصلاح
هذا الموقف وهذه الحالة إلا حركة تنحدر جذورها من الإيديولوجية الإسلامية وتناضل
بأسلوب ديمقراطي من أجل تطبيق القيم الكونية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان
العالمي لحقوق الإنسان. فلذلك ينبغي القول إن هذا نضال أنموذجي مثالي تمامًا وإني
أشكر السيد الرئيس الغزالي على أنه لفت انتباهي واهتمامي إلى هذا الموضوع وأن
فهمته على الفور.
أما الموضوع الأخير
الذي أريد أن أشير إليه هنا فهو أن كاظم رجوي كان حاضرًا في يوم ما في هذه القاعة
التي اجتمعنا فيها الآن.
كاظم رجوي كان زميلي
في جامعة جنيف، كما كان أول ممثل للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في شؤون حقوق
الإنسان والذي كان يناضل كالأسد، وكان كذلك في الحقيقة، وأنا رأيته في هذه القاعة
ذاتها بأنه كيف كان يناضل من أجل الحقوق الإنسانية للشعب الإيراني، ثم قتل، أي
اغتيل بالقرب من هنا في مدينة «تانه» بمحافظة «وو» على أيدي عناصر الشرطة السرية
التابعة لقوات حرس النظام الإيراني.
فلذلك أعتقد أن علينا
أن نقدر ونثمن مجاهدي خلق كثيرًا وأن نتضامن معهم تضامنًا تامًا.
إن عشرات الآلاف منهم
قتلوا وأعدموا وأشرف ليس إلا المرحلة الأخيرة.
لقد قتل آلاف من
الشبان والنساء والرجال. عند ما أنظر إلى هذه القاعة أرى أصدقاء لي لا يوجد من
بينهم أحد إلا أن فقد شخصًا من أفراد عائلته من شقيق أو أب أو شقيقة أو ولد أعدم
شنقًا أو اغتيل على أيدي إرهابيين تابعين لنظام الحكم القائم في إيران.
على ذلك أريد أن أقول
لهم إني أشكرهم كونهم يناضلون من أجل تحقيق الحرية لهم، وكونهم يناضلون من أجل
كرامتنا الإنسانية، ولهذا السبب إني أشكرهم.