البروفيسور جفري رابرتسون: «لا
شك أن المالكي هو الذي أصدر أوامره بالهجوم في عام 2009. ولا شك أنه هو الذي أصدر
أوامره بالهجوم في عام 2011. إنه وطبقًا للقوانين الدولية يتحمل المسؤولية عن
قيادة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية. إني أقترح أنه يجب عدم استقباله عندما أراد في
الأسبوع القادم أن يأتي إلى واشنطن وإنما يجب اعتقاله»
في يوم السبت 10ديسمبر/
كانون الأول، اليوم العالمي لحقوق الإنسان وعشية لقاء الرئيس الأمريكي باراك
اوباما رئيس الوزراء العراقي في واشنطن وجه عدد من الشخصيات الأمريكيه والاوروبية
نداء الى الرئيس اوباما طالبوه فيها إلغاء مهلة 31 ديسمبر/
كانون الاول بشأن مخيم أشرف والترحيل القسري للسكان داخل العراق وحذروا من
وقوع مذبحة جماعية وكارثة إنسانية وشيكه في اشرف.
وفي ما يلي
نص كلمة البروفيسور جفري رابرتسون محام بريطاني بارز
برتبة مستشار الملكة:
شكرًا جزيلاً، أيها السيدات والسادة،
إن ما تم تذكيرنا به اليوم هو أن العاشر من كانون الأول
(ديسمبر) ذكرى توقيع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فبهذه المناسبة تجمعنا لحماية
حياة أبناء البشر لأنه وبسبب تصرفات العراق في السنوات الأخيرة فإنهم أصبحوا عرضة
للموت أو الإصابة بجروح جسدية خطيرة.
إنهم لاجئون من إيران وإن العالم مسؤول عن حمايتهم. إني خضت في
البداية هذه القضية لإجراء تحريات بصفتي قاض سابق في الأمم المتحدة حول مجزرة
السجناء السياسيين في إيران عام 1988. إني حاورت العديد من الناجين وتوصلت إلى
قناعة تامة بأنها كانت من أكبر الجرائم الهمجية في العالم بعد الحرب العالمية
وكانت أبشع من مسيرات الموت اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية وكانت أبشع
وأشرس من مذبحة سربنيتسا لأن آلاف السجناء السياسيين قتلوا خلال المذبحة المذكورة.
وكان العديد منهم قضوا مدة سجنهم التي حكم عليهم بها. كما وقد تم القتل الجماعي
للشبان الذين كانوا قد اعتقلوا في أوائل عام 1980 بسبب مشاركتهم في المظاهرات ضد
نظام آيات الله. إنهم تعرضوا لمذبحة جماعية. حكمت عليهم لجان الموت بالإعدام من
دون أية محاكمة، ثم أعدموهم شنقًا في فناء السجن برافعات الأثقال وعلى مجموعات تضم
كل منها 6 أشخاص في جريمة مروعة لم يتم قط معاقبة مرتكبها والآمرين بها.
اليوم تم تشكيل محكمة في بنغلاديش لمحاكمة مجرمي عام 1971. وتقوم محكمة الأمم
المتحدة بالنظر في ملف كامبوج وجرائم عام 1979، ولكننا لم ندخل قط في التحقيق حول
الجريمة ضد الإنسانية من قبل النظام الإيراني أو معاقبة مرتكبيها الذين هم الآن
قادة ورجال الدولة و«الولي الفقيه» في هذا النظام ومنهم رفسنجاني على سبيل المثال.
وتم الاستنتاج في تقريري أن كثيرون في نظام الحكم القائم حاليًا في إيران متورطون
في الجريمة ضد الإنسانية والمرتكبة عام 1988. والآن لدينا قضية مخيم أشرف الخاصة
التي تمثل بشكل أو آخر استمرارًا لذات النية السيئة والقاسية للملالي الحاكمين في
إيران. اليوم سمعنا ما أدلى بها الجنرال فليبس من الشهادة حيث يؤكد أنه تم
اعتبارهم رسميًا أفرادًا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعةّ.
نعم، اسمحوا لي بأن أقول لكم عندما يتم اعتبارك وتسجيلك فردًا
محميًا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لا يشترط ذلك بالزمن أي أن هذا الاعتبار ساري
المفعول إلى حين استغنائك عن الحماية وهم اليوم بحاجة للحماية. فلذلك ليس أنهم
يعتبرون محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة فحسب وإنما تم التحقيق معهم في عام 2003
وبالتالي أشاد نائب قائد القوات متعددة الجنسية بما يتحلى به سكان مخيم أشرف من
روح التعاون من أجل الإنسانية مؤكدًا تأييد ودعم القوات متعددة الجنسية لتمتع سكان
المخيم بالحماية من العنف وحقهم في اعتبارهم طالبي اللجوء لكي لا يتم إعادتهم
وتسليمهم إلى إيران لإعدامهم. فلذلك كان يبدو أن أمنهم وسلامتهم كانا محفوظين وتم
ضمان هذه السلامة إثر كشفهم المراكز النووية السرية للنظام الإيراني في نطنز وما
قدموه بذلك من مساعدة وعون للعالم، وطبعًا تسبب ذلك في تعمق حقد وعداء النظام
الإيراني لمجاهدي خلق حتى بدأ النظام بفرض ضغوطه على الحكومة العراقية للقضاء على
أشرف.
وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي: «إني عازم على إنهاء
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية». ومباشرة بعد أن بدأت القوات العسكرية الأمريكية
بالانسحاب من العراق بدأ المالكي تنفيذ خطته لإنهائهم. فوقع القتل الجماعي والهجوم
في تموز (يوليو) 2009 الذي شاهده وتفرجه المراقبون العسكريون التابعون للأمم
المتحدة بخيبة أمل. يبدو أنه كان هناك مخطط لترويع سكان مخيم أشرف وإرغامهم على
الخروج من المخيم طوعًا ولكن ذلك شدد من عزمهم. فعلى ذلك وبرغم الضجيج الدولي في
عام 2009 واصل المالكي محاصرة المخيم ومنع سكان المخيم من توريد المواد الغذائية
والدواء وفي عام 2011 وإثر انسحاب القوات الأمريكية من معسكر غريزلي أصدر المالكي
أوامره بشن الهجوم الوحشي على المخيم مما أوقع 36 قتيلاً وأكثر من 300 جريح
بالرصاص أو القنبلة اليدوية. من كان أول شخص هنأ العراق بذلك؟ إنه كان النظام
الإيراني الذي هنأ العراق قائلاً: «هذه خطوات إيجابية تعزز العلاقات بيننا». نعم،
من المحتمل أن الخطوات كانت إيجابية لأنها تضمنت قتل أشخاص أبرياء كان كلا
النظامين يكرهانهم. علمًا بأن أصوات دولية قد ارتفعت. في البيت الأبيض وكما قالوا
أنفسهم «ساورهم قلق بالغ من الخسائر البشرية» ولكنهم لم يصبحوا «قلقين» بقدر
كاف حتى يريدوا أن يفعلوا شيئًا لحماية سكان مخيم أشرف أخيرًا مع انسحاب القوات
الأمريكية من العراق. إن المهلة التي حددها المالكي تنتهي يوم 31 كانون الأول
(ديسمبر) 2011.
إن هذا المخيم قد كلف ملايين الدولارات وهناك مكتبة ومبان
ومدارس وهو مخيم حي وشاغل. لا يمكن إغلاقه من دون التعويض عن الخسائر ولا يمكن
إغلاقه بحيث يجعل اللاجئين في ظروف خطيرة. القانون واضح.. إن سكان مخيم أشرف
لاجئون.. يجب حمايتهم من هجمات قوات المالكي.............. للحصول على مزيد
من الاخبار نزل المستند التالي