تستمر
الاشتباكات في مدينة حلب لليوم الثاني على التوالي بين القوات النظامية
والمجموعات المسلحة المعارضة، بحسب ما افاد شهود عيان صباح اليوم حيث
تراجعت اصوات القصف والاشتباكات صباحا.
وقالت
مصادر في حي صلاح الدين بحلب "لا تزال الاشتباكات مستمرة منذ صباح الجمعة
بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي
صلاح الدين في حلب". وذكرت هناك " أن الحي يشهد نزوحا للاهالي تخوفا من
سقوط قذائف أو اقتحام الحي".
وبقيت
مدينة حلب لفترة طويلة في منأى عن الاضطرابات في البلاد، الى ان تصاعدت
فيها حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري قبل اشهر لا سيما في جامعة حلب التي
شهدت مداهمات عدة لقوات النظام وحملات اعتقالات واطلاق نار.
من
جانبه قال مصدر أمني سوري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "الجيش يشن منذ مساء
الخميس هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على الاحياء التي تسلل اليها
الارهابيون في حلب من اجل ضمان أمن المواطنين والسماح لهم بالعودة الى
منازلهم". وأضاف أنه بعد تفجير مبنى الامن القومي أصبح الجيش النظامي
"مصمما على استخدام كل انواع الاسلحة المتوافرة لديه للقضاء على المسلحين
في الأراضي السورية ".
وأشار
الى ان الجيش "طلب من السكان الابتعاد عن مناطق القتال في حين ان
الارهابيين يحاولون استخدامهم كدروع بشرية". وأوضح أن هذه المعارك "ستستمر
خلال الساعات الـ48 المقبلة لتنظيف حلب من الارهابيين مع بداية شهر رمضان".
و أفادت مصادر في حي سيف الدولة ظهر اليوم عن "سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف في الحي حيث تستمر الاشتباكات ولم يعرف مصدر اطلاق النار .
واشارت
مصادر من عناصر الجيش الحر الى ان "لا وجود لحواجز للامن النظامي في الحي،
بل هناك حواجز للجيش السوري الحر"، مضيفا ان "قسما كبيرا من النساء
والاطفال خرجوا من الحي".
وتحدثت
عدة عناصر مع مراسل موقع تحت المجهر عن "ازمة خبز حقيقية بسبب تزاحم الناس
على الافران خوفا من فقدان هذه المادة"، مضيفا "نحصل على الخبز بصعوبة.
وباستثناء الافران، المحال التجارية كلها مقفلة".
وذكرت
المصادر أن عناصر من الجيش الحر قد دعوا السكان ، بعد اندلاع الاشتباكات،
الى شراء المواد الغذائية بكميات كبيرة وتكديسها في المنازل.
وكان
"الجيش السوري الحر" اعلن الثلاثاء بدء "معركة تحرير دمشق"، وشنت القوات
النظامية الجمعة هجوما مضادا، وتمكنت، بحسب المرصد، بالاضافة الى الميدان،
من دخول حيي جوبر (شرق) وكفر سوسة (جنوب غرب).
وتسببت
احداث الايام الاخيرة، لا سيما في دمشق بموجة نزوح جديدة من سوريا الى
الدول المجاورة، لا سيما الى لبنان حيث تحدثت المفوضية العليا للاجئين عن
اعداد ضخمة عبرت الحدود السورية نحو لبنان قد تكون وصلت الى ثلاثين الفا.
وزاد
التصعيد العسكري من التوتر الذي بلغ اوجه بعد مقتل اربعة مسؤولين سوريين
كبار، بينهم صهر الرئيس السوري بشار الاسد، في انفجار في وسط العاصمة
الاربعاء. وتم تشييع ثلاثة منهم الجمعة. بينما توفي الرابع وهو مدير مكتب
الامن القومي هشام اختيار امس متأثرا بجروحه.
واعلنت
وزارة الخارجية النمساوية السبت ان النمسا ستزيد من 250 الى مليون يورو
قيمة مساعدتها الانسانية المخصصة لسوريا، وستسلم الى مكتب الامم المتحدة
لتنسيق الشؤون الانسانية ومنظمات غير حكومية نمسوية.
وقرر
مجلس الامن الدولي الجمعة تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا
"لمرة اخيرة" لمدة ثلاثين يوما، وذلك قبل ساعات من انتهاء هذه المهمة وبعد
مواجهة دبلوماسية حامية بين الروس والدول الغربية واستخدام الصين وروسيا حق
النقض (الفيتو) على مشروع غربي ينص على التمديد للمراقبين في حال وافقت
السلطات على سحب آلياتها الثقيلة من الشارع .
تحت المجهر/ تقرير / سفيان أسود
.
.
.
.
.
.
.