نداء للعمل من منظمة العفو الدولية-3ديسمبر2010
من: منظمة العفو الدولية
إلى: الاطباء الاختصاصيين
نداء للعمل
موضوع: القيود الطبية المفروضة على المنفيين الإيرانيين، بما فيهم اللاجئون
تفيد التقارير ان مئات من المنفيين الإيرانيين، بما فيهم اللاجئون، سكان مخيم أشرف في العراق، شمالي بغداد، يعانون من امراض مستعصية بعد ان فرضت السلطات العراقية عليهم القيود الطبية. وفي الأشهر الخمسة الماضية تدهورت الحالة الصحية في المخيم أكثر فأكثر حيث يعاني العديد من السكّان على ما يقال من امراض مختلفة بما فيها السرطان والمشاكل في القلب وفقدان البصر وكيس الصفراء والمشاكل في العظام والحصى في الكلى وأمراض أخرى وفي حالة عدم معالجتهم العاجلة والمناسبة قد يصل تدهور حالتهم الصحية إلى حالة اللاعودة.
ان مخيم أشرف الذي يقع على بعد 60 كيلومترًا شمالي بغداد، هو مقر إقامة 3400 عضو ومؤيدي مجموعة المعارضة الإيرانية اي منظمة مجاهدي خلق الايرانية. ويعيش سكان المخيم هناك منذ ما يقارب 25 سنة والمخيم قد تحوّل الآن إلى بلدة صغيرة بالدكاكين ووسائل الراحة الأخرى.
كان مخيم أشرف خاضعًا لسيطرة القوات الأمريكية خلال المدة من نيسان/أبريل 2003 إلى اواسط عام 2009 حتى سيطرت الحكومة العراقية عليه، بموجب بنود في الاتفاقية الأمنية (الصوفا) التي وقّعتها العراقيون مع الادارة الأمريكية في تشرين الثّاني/ نوفمبر 2008 والتي تنص على انسحاب القوات الأمريكية من البلدات والمدن. منذ ذلك الحين الذي جرت فيه عملية نقل مهمة الحماية من القوات الأمريكية إلى القوات العراقية يواجه سكّان المخيم الذين يحتاجون الى عناية طبية, مشاكل عديدة للوصول إلى المعالجة الطبية في داخل و خارج المخيم لأن قوّات الأمن العراقية حاصرت المخيم. وهناك لجنة أمن عراقية، مسؤولة عن كلّ الأمور التي تتعلّق بالمخيم والآن تقول انها مسؤولة عن اتخاذ القرارات بخصوص المعالجة الطبية للسكان. ويقرّر أعضاء اللجنة نفسهم من يستطيع ان يخرج من المخيم للمعالجة الاختصاصية، وهم يسيطرون على تدفّق الحاجيات إلى المخيم. اضافة الى ذلك، قوّات الأمن العراقية تصعّب الأمور على السكّان على نحو متزايد، عن طريق نصب مكبرات الصوت وبث الرسائل المذاعة وعزف الموسيقى بصوت عال.
وبسبب النقص في المعالجة الطبية الكافية لبعض الأمراض في المستشفى الواقع بجانب المخيم، يحتاج بعض السكّان للمعالجة في المستشفيات المتخصّصة في بغداد وفي منطقة كردستان العراق. على أية حال، استلمت منظمة العفو الدولية تقارير تؤكّد أنّ المرضى الذين لهم الموعد في المستشفيات في بغداد لا يستطيعون أن يحضروا موعدهم لأن القوات العراقية رفضت على ما يبدو أن تسمح للآخرين بمرافقتهم، ومن ضمنهم المترجمين. أغلب المرضى في المعسكر لا يجيدون اللغة العربية لأن لغتهم الأصلية هي الفارسية ولذا لا يستطيعون التكلم مع الأطباء في العراق بدون مترجم. وقد قيل إنّ المرضى الذين سافروا إلى الأماكن الأخرى للمعالجة أعيدوا إلى المخيم دون تشخيص أو معالجة مرضهم بسبب عدم مرافقتهم من قبل مترجم. كما علمنا أنّ المرضى العاجزين عن المشي والتحرك منعوا من السفر بسبب النقص في كراسي المعوّقين أو الأسرّة الخاصّة، ورفضت السلطات العراقية تزويد هؤلاء المرضى بمثل هذه الأجهزة.
ان التأخير في المعالجة سبّب نتائج طويلة المدى جدّية للعديد من هؤلاء الافراد. فقيل إنّ الهام فردي بور و هي مريضة مصابة بسرطان الدرقّية، لا تستطيع أن تتلقّى العلاج الذي تحتاجه في بغداد لأنه لم تسمح لها بأن تصطحب ممرضة أو مترجمًا؛ ولذلك اختارت البقاء في المخيم بدلاً عن السفر بوحدها للالتزام بموعدها. و حالياً ليست لديها اي افق وحالتها مجهولة ولكن دون معالجة عاجلة لسرطانها الذي من المحتمل انتشاره في بقية جسدها. إضافة إلى ذلك، هناك حوالي 60 من السكان بحاجة إلى التقييم من قبل طبيب القلب للتشخيص ومعالجة الحالات القلبية المختلفة. و هناك عدد من المرضى يحتاجون إلى العملية الجراحية لمنع أو تخفيض الضرر الذي سببته النوبات القلبية.
كما اطلعنا على أن القوات العراقية تتعامل مع المرضى معاملة سيئة حيث نقل الجنود العراقيون المرضى من المستشفى قسرًا وبقوة أو دخلوا غرف المرضى دون إذنهم وفي بعض الحالات قاموا بمشادة كلامية مع المرضى. في حالة واحدة قام جندي بضرب المريض الذي كان قد عاد من العملية الجراحية مما أسفر عن فقد المريض وعيه.
معلومات إضافية
ان مخيم أشرف مقر إقامة حوالي 3400 من اللاجئين الإيرانيين وهم أعضاء ومؤيدون لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مجموعة معارضة للحكومة الإيرانية الحالية وهي منظمة محظورة في إيران. وبعضهم اعترف بهم كلاجئين. منذ أواسط عام 2008 أعلنت الحكومة العراقية مرارًا وتكرارًا بأنّها تريد أن تغلق مخيم أشرف وعلى سكّانه أن يتركوا العراق أو يشهدوا ترحيلهم قسرًا وبقوّة من هذا البلد. وتم السماح لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية في عام 1986 بتأسيس هذا المخيم في محافظة ديالى في عهد الحكومة العراقية السابقة (حكومة صدام حسين). وتدعي الحكومة العراقية أن هذه المنظمة ساندت حكومة صدام حسين.
و اقتحمت قوات الأمن العراقية المخيم في 28و29 تموز/ يوليو 2009 مخيم أشرف مما أوقع على الأقل 9 قتلى من السكان والعديد من الجرحى. كما اعتقل 36 آخرين منهم دون محاكمة وخضعوا لعملية التعذيب والضرب والشتم قبل اطلاق سراحهم في نهاية المطاف نتيجة حملة دولية.
رجاء اكتبوا فورًا إلى الجهات التالية:
توضّح أنّك طبيب متخصص وقلق بشأن حقوق الإنسان؛
تدعو الحكومة العراقية لأن تقوم فورًا برفع القيود الطبية عن مخيم أشرف؛
تدعو السلطات العراقية لتوفير الضمانات لمن هو بحاجة للعناية الطبية الاختصاصية والسماح فورًا لسكان المخيم بالخروج منه لتلقي العلاج الطبي في اي مكان يروه مناسباً؛
تحث السلطات العراقية على السماح للمرضى باختيار مترجميهم الخاصين وكذلك السماح للمترجمين بالسفر مع المرضى لمساعدتهم في التكلم مع الاطباء الاختصاصيين أثناء الاستشارات؛
تحثّ السلطات العراقية لتوفير الضمانات لهؤلاء الأطباء الاختصاصيين بأنهم قادرون على ممارسة عملهم بالاستقلال السريري ودون خوف من الأعمال الانتقامية من قبل القوات العراقية؛
تدعو القوات العراقية لإنهاء تعاملها السيئ مع المرضى والسماح للمرضى بزيارة أطبائهم على الانفراد.
رجاء أرسل النداءات قبل 10/01/2011 إلى: السفارة العراقية في بلادك